الحكم والحاكم والحكومة في نهج البلاغة

مقالات

2020/12/14

title

الحكم والحاكم والحكومة في نهج البلاغة

مقدمة:

ثلاثية الحكم والحاكم والحكومة تتحد وتؤول إلى السياسة ومنذ أن كان مجتمع كانت السياسة.

وقديماً صاغ الشعر منها فعل ساس يسوس:

                يسوسون أحلامـــــــــــــــاً بعيداَ أناتها           وإن غضبوا جاء الحفيظة والجد

               فَبَيْنَا نَسُوسُ النَّاسَ وَالْأَمْرُ أَمْرُنَا            إِذَا نَحْنُ فِيهِمْ سُوقَـــــــةٌ نَتَنَصَّفُ

وأما صلة الساسة بالدين ففي الإسلام كما تشهد السيرة النبوية لا فصل بين الدين والسياسة كما لا فصل بين العقيدة والسياسة ولا بين الأخلاق والسياسة ولا بين العبادة والسياسة.

ولقد كان السيد (حسن مدرس) الرائد الذي أحبه الإمام الخميني كثيراً يقول:(نحن أتباع دين عبادته سياسة وسياسته عبادة) لكن ثنائية المبدأ (النابع من الدين) والمصلحة (المتوخاة في السياسة) تتناغم وتتواءم في السياسة الإسلامية، حتى إذا تعارضا (أي المبدأ والمصلحة) كانت القاعدة خضوع المصلحة للمبدأ لا العكس، وتكون النتيجة إذاً تديين السياسة لا تسييس الدين.

وهذا ما سيفسر سياسة الإمام علي عليه السلام ربيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخلاصة تربيته النبوية الفريدة وحامل لواء الإمامة من بعده.

وما يمهد لفهم رؤية علي عليه السلام الماتح صرفاً من معين محمد لصلة الدين بالسياسة ولأبعاد العلاقة بين الحكم والحاكم والحكومة.

وستتعرض هذه الكلمة لتلك الثلاثية وتنطلق منها إلى استخلاص قيم في الحكم الإسلامي حققها عليّ عليه السلام ليقرن النظر بالتطبيق والقول بالعمل.

         (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44(( البقرة

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)الصف

وتنطلق منها أيضاً إلى استخراج عوائق جابهته في رعيته وفي خصومه فحالت دون تحقيق ما كان يريده لهم جميعاً

أولا: الحكم:

وفي التأسيس العقدي للحكم تنطلق منظومة النظم الإسلامية سياسة واقتصاداً واجتماعاً وتربية من أصل الأصول في الإسلام خصوصاً والدين عموماً ألا وهو التوحيد.

فالسياسة في الإسلام توحيدية

والاقتصاد توحيدي

والتربية توحيدية

وفي السياسة التوحيدية نموذجاً تسطع الآية القرآنية المحورية (...إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ...) (يوسف 40).

مما يضيء أن الحكم بالأصالة والإطلاق هو لله تعالى

كيف لا وهو الخالق والرب والمالك لخلقه وعباده (..وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا)الفرقان

وفي التأسيس الخلقي للحكم يكون الحكم إذ يمارس بشرياً وبالتبع لا بالأصالة وسيلة لا غاية إلى ما فيه نفع خلق الله، وتقديم مصلحة المحكومين على الحاكم، بهدف تحقيق الجنة الأرضية أو تلك اليوتوبيا، التي صبا إليها فلاسفة ومفكرون كأفلاطون والفارابي و توماس مور، ولكن علياً عليه السلام كانت له الفرادة في توأمة التنظير بالتطبيق

(وَأَلْبَسْتُكُمُ الْعَافِيَةَ مِنْ عَدْلِي، وَفَرَشْتُكُمُ المَعْرُوفَ مِنْ قَوْلي وَفِعْلي) خ 85.

ثانياً: الحاكم:

ولكن النبوة عند سائر المسلمين ولا سيما النبوة الفضلى والرسالة الخاتمة، وكذلك الإمامة في مدرسة أهل البيت عليهم السلام، أوسع وأعمق وأبعد من ممارسة الحكم.

فالرسول رسول قبل أن يحكم (كما في مكة)

ورسول بعد أن حكم (كما في المدينة)

والإمام ولاسيما أمير المؤمنين علي عليه السلام إمام قبل أن يتولى الخلافة بإقبال استثنائي من الناس، وبعد أن تولاها وصار حاكم المسلمين، فالنبوة والإمامة وباطنهما الولاية هما الأصل والحكم من متفرعاتهما، وليس من مقوماتهما، فلا تتوقفان على ممارسته ولا تتأثران بإقبال الناس أو إدبارهم.

وتبقى شرعية الحكم رهناً بهما إذ تمارسانه أو ترضيان بمن يمارسه، (كما في طالوت الملك يبعثه الله بدعاء نبي واستدعائه آنذاك)

(وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ)البقرة 247

ولكن مقبولية الناس لحكم الأنبياء والأئمة شرط لعينية حكمهم ووجوده الخارجي.

وقد تخلفت المقبولية في مقابل سائر الأئمة عدا علي عليه السلام، فلم يتحقق حكمهم وحرم الناس من بركاته وخيراته، ولكن الموقف المنوط بالإمام آنذاك ـوهذه أمانة من النبوة لديه، وهو أجدر الناس بتحملها، ولذا كان اصطفاؤه للإمامة ـ أن يشخص الموقف بما يحافظ على الإسلام، ووحدة الأمة وعزتها، ومن ها هنا نفهم

لماذا بايع علي عليه السلام؟

لماذا صالح الحسن عليه السلام؟

لماذا ثار الحسين عليه السلام؟ وهكذا.

وفي تعليل البيعة يقول علي عليه السلام:( فَأَمْسَكْتُ يَدِي حَتَّى رَأَيْتُ رَاجِعَةَ النَّاسِ قَدْ رَجَعَتْ عَنِ الْإِسْلَامِ يَدْعُونَ إِلَى مَحْقِ دَيْنِ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) فَخَشِيتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرِ الْإِسْلَامَ وَأَهْلَهُ أَنْ أَرَى فِيهِ ثَلْماً أَوْ هَدْماً تَكُونُ الْمُصِيبَةُ بِهِ عَلَيَّ أَعْظَمَ مِنْ فَوْتِ وِلَايَتِكُمُ الَّتِي إِنَّمَا هِيَ مَتَاعُ أَيَّامٍ قَلَائِلَ يَزُولُ مِنْهَا مَا كَانَ كَمَا يَزُولُ السَّرَابُ أَوْ كَمَا يَتَقَشَّعُ السَّحَابُ فَنَهَضْتُ فِي تِلْكَ الْأَحْدَاثِ حَتَّى زَاحَ الْبَاطِلُ وَزَهَقَ وَاطْمَأَنَّ الدِّينُ وَتَنَهْنَهَ) ج 62

وأما صفات الحاكم فهي عقلياً وعقلائياً كما استشرف أفلاطون في جمهوريته ـ بدلالة مثال سائس العربة والحصانين ـ فقال بالحاكم ذي العقل المتميز؛ إنما تتحقق في ذروتها لدى النبي والامام بعناق العلم والدين أحكاماً وموضوعات وبالعصمة وبالكفاية (الجدارة)

وتتحقق زمن غيبة الامام بأقرب ما يكون الى تلك الصفات اجتهاداً في الدين وعدالة ولياقة فيمن يتصدى من العلماء الفقهاء العقلاء.

 (وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ لَنْ تَعْرِفُوا الرُّشْدَ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذِي تَرَكَهُ، وَلَنْ تَأْخُذُوا بِمَيثَاقِ الْكِتَابِ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذِي نَقَضَهُ، وَلَنْ تَمَسَّكُوا بِهِ حَتَّى تَعْرِفُوا الَّذَي نَبَذَهُ; فَالْـتَمِسُوا ذلِكَ مِنْ عِنْدِ أَهْلِهِ، فَإِنَّهُمْ عَيْشُ الْعِلْمِ، وَمَوْتُ الْجَهْلِ، هُمْ الَّذِينَ يُخْبِرُكُمْ حُكْمُهُمْ عَنْ عِلْمِهِمْ، وَصمْتُهُمْ عَنْ مَنْطِقِهِمْ، وَظَاهِرُهُمْ عَنْ بَاطِنِهِمْ، لاَ يُخَالِفُونَ الدِّينَ وَلاَ يَخْتَلِفُونَ فِيهِ، فَهُوَ بَيْنَهُمْ شَاهِدٌ صَادِقٌ، وَصَامِتٌ نَاطِقٌ.) ج 145.

(وإنّي لَمِن قَومٍ لا تأخُذُهُم في اللَّهِ لَومَةُ لائمٍ ، سِيماهُم سِيما الصِّدِّيقينَ ، وكلامُهُم كلامُ الأبرارِ ، عُمّارُ اللَّيلِ ومَنارُ النَّهارِ . مُتَمَسِّكونَ بحَبلِ القرآنِ ، يُحيُونَ سُنَنَ اللَّهِ وسُنَنَ رَسولِهِ ؛ لا يَستَكبِرونَ ولا يَعلُونَ ، ولا يَغلونَ ولا يُفسِدونَ . قُلوبُهُم في الجِنانِ ، وأجسادُهُم في العَمَلِ) خ 190.

(أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَأْمُوم إِمَاماً يَقْتَدِي بِهِ، وَيَسْتَضِيءُ بِنُورِ عِلْمِهِ; أَلاَ وَإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ، وَمِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْهِ. أَلاَ وَإِنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ عَلَى ذلِكَ، وَلكِنْ أَعِينُونِي بِوَرَع وَاجْتِهَاد، وَعِفَّة وَسَدَاد) ج 45.

(وقَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ الْوَالِي عَلَى الْفُرُوجِ وَالدِّمَاءِ وَالْمَغَانِمِ وَالْأَحْكَامِ وَإِمَامَةِ الْمُسْلِمِينَ الْبَخِيلُ، فَتَكُونَ فِي أَمْوَالِهِمْ نَهْمَتُهُ (3) ، وَلاَ الْجَاهِلُ فَيُضِلَّهُمْ بِجَهْلِهِ، وَلاَ الْجَافِي فَيَقْطَعَهُمْ بِجَفَائِهِ، وَلاَ الْحَائِفُ (4) لِلدُّوَلِ (5) فَيَتَّخِذَ قَوْماً دُونَ قَوْمٍ، وَلاَ الْمُرْتَشِي فِي الْحُكْمِ فَيَذْهَبَ بِالْحُقُوقِ وَيَقِفَ بِهَا دُونَ المَقَاطِعِ (6) ، وَلاَ الْمَعطِّلُ لِلسُّنَّةِ فَيُهْلِكَ الْأُمَّةَ) خ 129.

ثالثاً: الحكومة:

وفي مقابل الفوضوية التي تنادي بألا يحكم أحد أحداً، وألا تكون حكومة أبداً، تستمد الحكومة ضروريتها من العقل والعقلاء، بل هي مما نادى به عقلاء الشعراء:

                              لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا

ويؤيد الوحي والشرع هذه الضرورة، كما في ردّ علي عليه السلام على الخوارج، حين قالوا: الحكم لله لا لك يا علي، فقال L كَلِمَةُ حَقٍّ يُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ نَعَمْ إِنَّهُ لَا حُكْمَ إِلَّا لِلَّهِ وَلَكِنَّ هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ لَا إِمْرَةَ إِلَّا لِلَّهِ وَإِنَّهُ لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ أَمِيرٍ بَرٍّ أَوْ فَاجِرٍ).

والحكومة في النهاية بشرية ينتابها ما ينتاب البشر من أحوال ونقائص وعيوب وأخطاء حتى في ظل الحاكم المعصوم كالنبي صلى الله عليه وآله وسلم والإمام علي عليه السلام فقد يقصر والٍ هنا وقد ينحرف والٍ هناك.

فلا بد من آلية للتصحيح والترشيد والمراقبة والمحاسبة والمعاقبة.

نماذج من مواقفه من ولاته:

  • إلى الأشعث بن قيس:

(وَإِنَّ عَمَلَكَ لَيْسَ لَكَ بِطُعْمَةٍ وَلَكِنَّهُ فِي عُنُقِكَ أَمَانَةٌ) ك 5.

  • إلى زياد بن أبيه:

(وَ إِنِّي أُقْسِمُ بِاللَّهِ قَسَماً صَادِقاً لَئِنْ بَلَغَنِي أَنَّكَ خُنْتَ مِنْ فَيْ‏ءِ اَلْمُسْلِمِينَ شَيْئاً صَغِيراً أَوْ كَبِيراً لَأَشُدَّنَّ عَلَيْكَ شَدَّةً تَدَعُكَ قَلِيلَ اَلْوَفْرِ ثَقِيلَ اَلظَّهْرِ ضَئِيلَ اَلْأَمْرِ وَ اَلسَّلاَمُ) ك 24.

  • إلى محمد بن أبي بكر:

(فَاخْفِضْ لَهُمْ جَنَاحَكَ وَأَلِنْ لَهُمْ جَانِبَكَ وَابْسُطْ لَهُمْ وَجْهَكَ وَآسِ بَيْنَهُمْ فِي اللَّحْظَةِ وَالنَّظْرَةِ حَتَّى لَا يَطْمَعَ الْعُظَمَاءُ فِي حَيْفِكَ لَهُمْ وَلَا يَيْأَسَ الضُّعَفَاءُ مِنْ عَدْلِكَ عَلَيْهِمْ) ك 46.

  • إلى بعض عماله:

(أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ بَلَغَنِي عَنْكَ أَمْرٌ إِنْ كُنْتَ فَعَلْتَهُ فَقَدْ أَسْخَطْتَ رَبَّكَ وَعَصَيْتَ إِمَامَكَ وَأَخْزَيْتَ أَمَانَتَكَ بَلَغَنِي أَنَّكَ جَرَّدْتَ الْأَرْضَ فَأَخَذْتَ مَا تَحْتَ قَدَمَيْكَ وَأَكَلْتَ مَا تَحْتَ يَدَيْكَ فَارْفَعْ إِلَيَّ حِسَابَكَ وَاعْلَمْ أَنَّ حِسَابَ اللَّهِ أَعْظَمُ مِنْ حِسَابِ النَّاسِ وَالسَّلَامُ) ك 40.

  • إلى ابن حنيف:

(أَمَّا بَعْدُ يَا اِبْنَ حُنَيْفٍ فَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلاً مِنْ فِتْيَةِ أَهْلِ اَلْبَصْرَةِ دَعَاكَ إِلَى مَأْدُبَةٍ فَأَسْرَعْتَ إِلَيْهَا تُسْتَطَابُ لَكَ اَلْأَلْوَانُ وَ تُنْقَلُ إِلَيْكَ اَلْجِفَانُ وَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّكَ تُجِيبُ إِلَى طَعَامِ قَوْمٍ عَائِلُهُمْ مَجْفُوٌّ وَ غَنِيُّهُمْ مَدْعُوٌّ) ك 45.

  • إلى الأشتر في عهده:

(يَفْرُطُ مِنْهُمُ الزَّلَلُ وَتَعْرِضُ لَهُمُ الْعِلَلُ وَيُؤْتَى عَلَى أَيْدِيهِمْ فِي الْعَمْدِ وَالْخَطَإِ فَأَعْطِهِمْ مِنْ عَفْوِكَ وَصَفْحِكَ مِثْلِ الَّذِي تُحِبُّ وَتَرْضَى أَنْ يُعْطِيَكَ اللَّهُ مِنْ عَفْوِهِ وَصَفْحِهِ فَإِنَّكَ فَوْقَهُمْ وَوَالِي الْأَمْرِ عَلَيْكَ فَوْقَكَ وَاللَّهُ فَوْقَ مَنْ وَلَّاكَ وَقَدِ اسْتَكْفَاكَ أَمْرَهُمْ وَابْتَلَاكَ بِهِمْ وَلَا تَنْصِبَنَّ نَفْسَكَ لِحَرْبِ اللَّهِ) ك 53.

 

 

أسئلة يمكن أن تطرح والجواب عنها من كلام علي عليه السلام

س 1: ماذا كان يريد علي من الناس في زمانه؟

وماذا كان يريد لخصومه؟ وفي المقابل ماذا كانوا يريدون منه أو له؟

  • طالما قال مستشهداً: أريد حياته ويريد موتي       عذيرك من خليلك من مراد
  • ومصرحاً:(شتان ما بين وبينكم تريدونني لأنفسكم وأريد لله)وقد سبق منا الاستشهاد بهذين القولين.
  • ومنبهاً:( غَداً تَرَوْنَ أَيَّامِي وَيُكْشَفُ لَكُمْ عَنْ سَرَائِرِي وَتَعْرِفُونَنِي بَعْدَ خُلُوِّ مَكَانِي وَقِيَامِ غَيْرِي مَقَامِي) خ 146.
                   (وَلَقَدْ أَحْسَنْتُ جِوَارَكُمْ وَأَحَطْتُ بِجُهْدِي مِنْ وَرَائِكُمْ وَأَعْتَقْتُكُمْ مِنْ رِبَقِ الذُّلِّ وَحَلَقِ الضَّيْمِ شُكْراً مِنِّي لِلْبِرِّ الْقَلِيلِ وَإِطْرَاقاً عَمَّا
             أَدْرَكَهُ الْبَصَرُ وَشَهِدَهُ الْبَدَنُ مِنَ الْمُنْكَرِ الْكَثِيرِ) خ 159.
  • ومحذراً ومرغباً:( وَلَعَمْرِي ، لَيُضَعَّفَنَّ لَكُمُ التِّيهُ مِنْ بَعْدِي أَضْعَافاً بِمَا خَلَّفْتُمُ الْحَقَّ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ .. وَقَطَعْتُمُ الأْدْنى .. وَوَصَلْتُمُ الأْبْعَدَ .. وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِنِ اتَّبَعْتُمُ الدَّاعِيَ لَكُمْ سَلَكَ بِكُمْ مِنْهَاجَ الرَّسُولِ .. وَكُفِيتُمْ مَؤُونَةَ الاِعْتِسَافِ ، وَنَبَذْتُمُ الثِّقْلَ الْفَادِحَ عَنِ الأْعْنَاقِ) خ 164.

س 2: هل كان علي على الرغم من لياقته للحكم وأحقيته به راغباً فيه طامحاً إليه؟

  • يقول علي عليه السلام:
  • (أمَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ لَوْلَا حُضُورُ الْحَاضِرِ وَقِيَامُ الْحُجَّةِ بِوُجُودِ النَّاصِرِ وَمَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى الْعُلَمَاءِ أَلَّا يُقَارُّوا عَلَى كِظَّةِ ظَالِمٍ وَلَا سَغَبِ مَظْلُومٍ لَأَلْقَيْتُ حَبْلَهَا عَلَى غَارِبِهَا وَلَسَقَيْتُ آخِرَهَا بِكَأْسِ أَوَّلِهَا وَلَأَلْفَيْتُمْ دُنْيَاكُمْ هَذِهِ أَزْهَدَ عِنْدِي مِنْ عَفْطَةِ عَنْزٍ) خ 236.
  • لابن عباس، دَخَلْتُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام بِذِي قَارٍ فَقَالَ لِي مَا قِيمَةُ هَذِهِ اَلنَّعْلِ
     فَقُلْتُ لاَ قِيمَةَ لَهَا.
  • (لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي أَحَقُّ النَّاسِ بِهَا مِنْ غَيْرِي وَوَ اللَّهِ لَأُسْلِمَنَّ مَا سَلِمَتْ أُمُورُ الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ يَكُنْ فِيهَا جَوْرٌ إِلَّا عَلَيَّ خَاصَّةً) خ 72.
  • (دَعُونِي وَ اِلْتَمِسُوا غَيْرِي فَإِنَّا مُسْتَقْبِلُونَ أَمْراً لَهُ وُجُوهٌ وَ أَلْوَانٌ لاَ تَقُومُ لَهُ اَلْقُلُوبُ وَ لاَ تَثْبُتُ عَلَيْهِ اَلْعُقُولُ وَ إِنَّ اَلآْفَاقَ قَدْ أَغَامَتْ وَ اَلْمَحَجَّةَ قَدْ تَنَكَّرَتْ . وَ اِعْلَمُوا أَنِّي إِنْ أَجَبْتُكُمْ رَكِبْتُ بِكُمْ مَا أَعْلَمُ وَ لَمْ أُصْغِ إِلَى قَوْلِ اَلْقَائِلِ وَ عَتْبِ اَلْعَاتِبِ وَ إِنْ تَرَكْتُمُونِي فَأَنَا كَأَحَدِكُمْ وَ لَعَلِّي أَسْمَعُكُمْ وَ أَطْوَعُكُمْ لِمَنْ وَلَّيْتُمُوهُ أَمْرَكُمْ وَ أَنَا لَكُمْ وَزِيراً خَيْرٌ لَكُمْ مِنِّي أَمِيراً) خ 92.
  • (اللَّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنِ الَّذِي كَانَ مِنَّا مُنَافَسَةً فِي سُلْطَانٍ وَلَا الْتِمَاسَ شَيْ‏ءٍ مِنْ فُضُولِ الْحُطَامِ وَلَكِنْ لِنَرِدَ الْمَعَالِمَ مِنْ دِينِكَ وَنُظْهِرَ الْإِصْلَاحَ فِي بِلَادِكَ فَيَأْمَنَ الْمَظْلُومُونَ مِنْ عِبَادِكَ وَتُقَامَ الْمُعَطَّلَةُ مِنْ حُدُودِكَ) خ 129.
     

س 3: هل كان على الرغم من انتقاده لمن نافسوه وحكموا حريصاً على نجاحهم؟ وما دلالة ذلك؟

  • في عهد الخليفة الأول:

(لَأُسْلِمَنَّ مَا سَلِمَتْ أُمُورُ الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ يَكُنْ فِيهَا جَوْرٌ إِلَّا عَلَيَّ خَاصَّةً) خ 72.

  • في عهد الخليفة الثاني:

وقد شاوره (علياً) في الخروج إلى غزو الروم بنفسه

(فَابْعَثْ إِلَيْهِمْ رَجُلًا مِحْرَباً وَاحْفِزْ مَعَهُ أَهْلَ الْبَلَاءِ وَالنَّصِيحَةِ فَإِنْ أَظْهَرَ اللَّهُ فَذَاكَ مَا تُحِبُّ وَإِنْ تَكُنِ الْأُخْرَى كُنْتَ رِدْءاً لِلنَّاسِ وَمَثَابَةً لِلْمُسْلِمِينَ) خ 132.

(كن قطباً واستدر الرُّحى بالعرب، وأصِلهمْ دونك نار العرب، فإنك إن شخصت – أي خرجت – من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها، حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهمَّ إليك مما بين يديك. إن الأعاجم إن ينظروا إليك غداً يقولوا: هذا أصل العرب، فإذا قطعتموه استرحتم، فيكون ذلك أشد لكلبهم عليك وطمعهم فيك)خ 144.

  • في عهد الخليفة الثالث:

دخل علي عليه السلام على عثمان بعد سؤال الناس مخاطبته له:

(و مَا ابْنُ أَبِي قُحَافَةَ وَلاَ ابْنُ الْخَطَّابِ بِأَوْلَى بِعَمَلِ الْحَقِّ مِنْكَ، وَأَنْتَ أَقْرَبُ إِلَى رَسُولِ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه وَسَلَّمِ ـ وَشِيجَةَ (2) رَحِمٍ مِنْهُمَا، وَقَدْ نِلْتَ مَنْ صَهْرِهِ مَا لَمْ يَنَالاَ.
فَاللهَ اللهَ فِي نَفْسِكَ! فَإِنَّكَ ـ وَاللهِ ـ مَا تُبَصَّرُ مِنْ عَمىً، وَلاَ تُعَلّمُ مِنْ جَهْلٍ، وَإِنَّ الْطُّرُقَ لَوَاضِحَةٌ، وَإِنَّ أَعْلاَمَ الدِّينِ لَقَائِمَةٌ) خ 164.

(وَ إِنِّي أَنْشُدُكَ اَللَّهَ أَنْ أَلاَّ تَكُونَ إِمَامَ هَذِهِ اَلْأُمَّةِ اَلْمَقْتُولَ) خ 164.

س 4: هل يحتاج حكام هذا الزمان إلى دروس الحكم والحاكم والحكومة في نهج البلاغة؟ وما نماذج تلك الدروس؟

(فَأَعِينُوني بِمُنَاصَحَةٍ خَلِيَّة مِنَ الْغِشِّ، سَلِيمَةً مِنَ الرَّيْبِ) خ 118

(أَتَأْمُرُونِّي أَنْ أَطْلُبَ النَّصْرَ بِالْجَوْرِ فِيمَنْ وُلِّيتُ عَلَيْهِ! وَاللهِ لاَ أَطُورُ بِهِ مَا سَمَرَ سَمِيرٌ، وَمَا أَمَّ نَجْمٌ فِي السَّمَاءِ نَجْماً! لَوْ كَانَ الْمَالُ لِي لَسَوَّيْتُ بَيْنَهُمْ، فَكَيْفَ وَإِنَّمَا الْمَالُ مَالُ اللهِ) خ 124.

(وَايْمُ اللَّهِ لَأُنْصِفَنَّ الْمَظْلُومَ مِنْ ظَالِمِهِ وَلَأَقُودَنَّ الظَّالِمَ بِخِزَامَتِهِ حَتَّى أُورِدَهُ مَنْهَلَ الْحَقِّ وَإِنْ كَانَ كَارِهاً)خ 136.

(فَلاَ تُكَلِّمُونِي بِمَا تُكَلَّمُ بِهِ اَلْجَبَابِرَةُ وَ لاَ تَتَحَفَّظُوا بِمَا يُتَحَفَّظُ بِهِ عِنْدَ أَهْلِ اَلْبَادِرَةِ وَ لاَ تُخَالِطُونِي بِالْمُصَانَعَةِ وَ لاَ تَظُنُّوا بِي اِسْتِثْقَالاً فِي حَقٍّ قِيلَ لِي وَ لاَ اِلْتِمَاسَ إِعْظَامٍ لِنَفْسِي فَإِنَّهُ مَنِ اِسْتَثْقَلَ اَلْحَقَّ أَنْ يُقَالَ لَهُ أَوِ اَلْعَدْلَ أَنْ يُعْرَضَ عَلَيْهِ كَانَ اَلْعَمَلُ بِهِمَا أَثْقَلَ عَلَيْهِ، فَلاَ تَكُفُّوا عَنْ مَقَالَةٍ بِحَقٍّ أَوْ مَشُورَةٍ بِعَدْلٍ) خ 207.

(وَاللَّهِ لَأَنْ أَبِيتَ عَلَى حَسَكِ السَّعْدَانِ مُسَهَّداً أَوْ أُجَرَّ فِي الْأَغْلَالِ مُصَفَّداً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَلْقَى اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ظَالِماً لِبَعْضِ الْعِبَادِ وَغَاصِباً لِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْحُطَامِ) خ 222.

(وَلَكِنْ هَيْهَاتَ أَنْ يَغْلِبَنِي هَوَايَ وَيَقُودَنِي جَشَعِي إِلَى تَخَيُّرِ الْأَطْعِمَةِ وَلَعَلَّ بِالْحِجَازِ أَوْ الْيَمَامَةِ مَنْ لَا طَمَعَ لَهُ فِي الْقُرْصِ وَلَا عَهْدَ لَهُ بِالشِّبَعِ)

(أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَأْمُوم إِمَاماً يَقْتَدِي بِهِ، وَيَسْتَضِيءُ بِنُورِ عِلْمِهِ; أَلاَ وَإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ، وَمِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْهِ. أَلاَ وَإِنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ عَلَى ذلِكَ، وَلكِنْ أَعِينُونِي بِوَرَع وَاجْتِهَاد، وَعِفَّة وَسَدَاد) خ45.

(وأَشْعِرْ قَلْبَكَ الرَّحْمَةَ لِلرَّعِيَّةِ ، والْمَحَبَّةَ لَهُمْ ، واللُّطْفَ بِهِمْ . ولا تَكُونَنَّ عَلَيْهِمْ سَبُعاً ضَارِياً ، تَغْتَنِمُ أَكْلَهُمْ ؛ فَإِنَّهُمْ صِنْفَانِ : إِمَّا أَخٌ لَكَ فِي الدِّينِ ، وإِمَّا نَظِيرٌ لَكَ فِي الْخَلْقِ) خ 292.

(أَنْصِفِ اللهَ وَأَنْصِفِ النَّاسَ مِنْ نَفْسِكَ، وَمِنْ خَاصَّةِ أَهْلِكَ، وَمَنْ لَكَ فِيهِ هَوىً مِنْ رَعِيَّتِكَ)

(وَلْيَكُنْ أَحَبَّ الأُمُورِ إِلَيْكَ أَوْسَطُهَا فِي الْحَقِّ، وَأَعَمُّهَا فِي الْعَدْلِ، وَأَجْمَعُهَا لِرِضَى الرَّعِيَّةِ، فَإِنَّ سُخْطَ الْعَامَّةِ يُجْحِفُ بِرِضَى الْخَاصَّةِ، وَإِنَّ سُخْطَ الْخَاصَّةِ يُغْتَفَرُ مَعَ رِضَى الْعَامَّةِ).

 

س 5: لِم لَم تتحقق أهداف علي في الحكم والحاكم والحكومة كما يحب؟

(وَأَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ وَالْخِذْلَانِ) خ 27.

(أَيَّ دَارٍ بَعْدَ دَارِكُمْ تَمْنَعُونَ وَمَعَ أَيِّ إِمَامٍ بَعْدِي تُقَاتِلُونَ) خ 29.

(أُفٍّ لَكُمْ! لَقَدْ سَئِمْتُ عِتَابَكُمْ! أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ عِوَضاً؟ وَبِالذُّلِّ مِنَ الْعِزِّ خَلَفاً؟) خ 34.

 (وَقَدْ كُنْتُ أَمَرْتُكُمْ في هذِهِ الْحُكُومَةِ أَمْرِي ، وَنَخَلْتُ لَكُمْ مَخزُونَ رَأْيِي ، لَوْ كَانَ يُطَاعُ لِقَصِيرٍ أَمْرٌ) خ 35.

(مُنِيتُ بِمَنْ لَا يُطِيعُ إِذَا أَمَرْتُ وَلَا يُجِيبُ إِذَا دَعَوْتُ) خ 39.

(وَقَدْ كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ هذِهِ الْحُكُومَةِ فَأَبَيْتُمْ عَلَيَّ إِبَاءَ المخالفين، ‏حَتَّى صَرَفْتُ رَأْيِي إِلَىْ هَوَاكُمْ) خ 36.

(أصَابَكُمْ حَاصِبٌ وَ لَا بَقِيَ مِنْكُمْ آبِرٌ آثر أبَعْدَ إِيمَانِي بِاللَّهِ وَ جِهَادِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ص أَشْهَدُ عَلَى نَفْسِي بِالْكُفْرِ)

(وَ إِنِّي لَعَالِمٌ بِمَا يُصْلِحُكُمْ وَ يُقِيمُ أَوَدَكُمْ وَ لَكِنِّي وَ اَللَّهِ لاَ أَرَى إِصْلاَحَكُمْ بِإِفْسَادِ نَفْسِي) خ 67.

(وَلَقَدْ أَصْبَحَتِ الْأُمَمُ تَخَافُ ظُلْمَ رُعَاتِهَا وَأَصْبَحْتُ أَخَافُ ظُلْمَ رَعِيَّتِي) خ96

(وَلكِنْ بِمَنْ وَإِلَى مَنْ؟ أُرِيدُ أَنْ أُدَاوِيَ بِكُمْ وَأَنْتُمْ دَائي، كَنَاقِشِ الشَّوْكَةِ بِالشَّوْكَةِ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ ضَلْعَهَا مَعَهَا!)

خ 119.

 

س 6: هل طرح علي عليه السلام فكرة المواطنة؟

نعم ولكن بمعناها اللائق، بإنسانية الإنسان

(لَيْسَ بَلَدٌ بِأَحَقَّ بِكَ مِنْ بَلَدٍ خَيْرُ اَلْبِلاَدِ مَا حَمَلَكَ) خ 442.

(الْغِنَى فِي الْغُرْبَةِ وَطَنٌ، وَالْفَقْرُ فِي الْوَطَنِ غُرْبَةٌ) خ 56.

وفي قوله عن المواطنين من المسلمين وغير المسلمين:

(النّاسُ صِنْفانِ إمّا أَخٌ لَكَ في الدِّيْنِ، أو نَظِيرٌ لَكَ في الخَلْقِ) خ 292.

وقوله عن المرأة المعاهدة:

يُعتدى عليها من قبل جيش معاوية وهي مواطنة غير مسلمة:

(فَلَوْ أَنَّ امْرَأً مُسْلِماً مَاتَ مِنْ بَعْدِ هَذَا أَسَفاً مَا كَانَ بِهِ مَلُوماً بَلْ كَانَ بِهِ عِنْدِي جَدِيراً) خ 27.

 

  

قرأت لك

كتاب: الوحي والنبوة المؤلف: مرتضى مطهري (مفكر إسلامي)

متابعة القراءة