لقاء مع موقع (اسلام تايمز)

مناسبات

2020/11/07

title

لقاء مع سماحة الدكتور الشيخ نبيل الحلباوي لموقع اسلام تايمز:

اسلام تايمز - قال إمام مقام السيدة رقية الشيخ الدكتور نبيل الحلباوي، إن الأنظمة الغربية هي لا تفهم إلا لغة المصالح وإن تطاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على الإسلام والمسلمين يؤكد أن عداء الغرب مع الإسلام تاريخي متجدد.
وأوضح الحلباوي في حوار مفصل مع موقع "إسلام تايمز"، حيث جرى تناول التعاطي الغربي مع الإسلام وموقف حكام الدول العربية والإسلامية من التطاول على نبي الإسلام محمد (ص)، إن "التقبّل لإهانة نبي يُقدسه قرابة ملياري مسلم وملايين من العقلاء والأدباء وأصحاب الرأي ورجال الأخلاق والدفاع عن هذه الإهانة الخبيثة باعتبارها مصداقاً لحرية الرأي والتعبير من جهة أخرى، إن هذه المفارقة لا تنمّ عن تناقض وكيل بمكيالين ".

وبين "إن سبب تجرؤ الغربيين ولاسيما رئيس دولة كماكرون على أعظم حرمات الإسلام والمسلمين هو يقينه بأن فعلته لن تستثير حفيظة حكام المسلمين إلا أفراداً قليلين وعلى نحو شكلي غير جاد".


السوال الاول: لماذا ، كما اشار القائد العظيم للجمهورية الإسلامية الإيرانية ، التشكك في الهولوكوست جريمة في فرنسا ، وعالم مثل غارودي يُدان ويُسجن ، لكن إهانة النبي هي حرية تعبير؟
بسم الله الرحمن الرحيم وأفضل الصلاة وأتم التسليم على من قال لنا فيهم القرآن الكريم " ثم لتُسألنّ يومئذ عن النعيم " صدق الله العلي العظيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إن السر فيما أشار إليه السيد القائد الإمام الخامنئي حفظه الله تعالى، من المفارقة بين اعتبار النظام الفرنسي التشكيك في الهولوكوست ولو في الأعداد المبالغ فيها وبعض جوانبها وعواملها من قبل عالم عاقل منفتح على الحضارة الإنسانية كلها والشرائع جميعها ومنتقل بالفهم والتحليل والاقتناع من موقع المنظّر الماركسي إلى المسلم العالمي بحيث يُدان ويُسجن بلا هوادة ويُشهَّر به ويُعتبر عدوّاً للقيم واحترام الآخر من جهة .

والتقبّل لإهانة نبي يُقدسه قرابة ملياري مسلم وملايين من العقلاء والأدباء وأصحاب الرأي ورجال الأخلاق والدفاع عن هذه الإهانة الخبيثة باعتبارها مصداقاً لحرية الرأي والتعبير من جهة أخرى، إن هذه المفارقة لا تنمّ عن تناقض وكيل بمكيالين فحسب وإنما تكشف عن حقد دفين ولؤم متجذر وخبث مقصود وانخلاع من ضوابط العقل و القيم الإنسانية .
إنهم يقولونها بملء الفم وبلا خجل ولا وجل نحن أعداء الإسلام ونبيه وسنفتنّ في أساليب الحرب عليهما والإساءة إليهما .فهل ندرك نحن المسلمين ومن معنا من أحرار الفهم والرأي الحقيقيين معنى هذا التحدي السافر وضرورة الرد عليه بالرد الرادع الزاجر ؟
السؤال الثاني: هل المؤامرة المسلسلة المهينة لكرامة الرسول مرتبط بمشروع الإسلاموفوبيا؟
ج٢ - نعم الغرب الاستعماري على غرار ما وصف الله به الشيطان في قرآنه الكريم " فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفاً ، إن هذا الغرب على الرغم من كل عناصر قوته وتجبّره وعتوّه يشعر بالضعف في مقابل الإسلام القوي بقرآنه ونبيه ومنطقه وانفتاحه وجاذبيته المتميزة وقد جرّب هذا الغرب على امتداد صراعه مع الإسلام ذلك لذا تغلغلت في أعماقه فكرة الخوف من الإسلام أو ما مما يُدعى ( الإسلام فوبيا).

فهو يتوهّم أنه بشنّه الحملات الاستباقية التحريضية على الإسلام ونبيه يوقف امتداد ألق الإسلام وعبقه إلى النفوس الظمأى التي تبحث عن سفينة النجاة من بحر المادية المتلاطم . وهو بهجائه للشمس المنيرة إسلاماً ونبيٱً يزيد تطلّع الناس إليها وشوقهم إلى التمتع بضيائها ودفئها
السؤال الثالث: لماذا لا يحترم رئيس فرنسا الذي يدعي حرية التعبير واحترام الأديان معتقدات ستة ملايين فرنسي مسلم؟
إنه لايحترم نفسه أولاَ ، وبلده ثانيأَ ، وشعبه ثالثاَ لقد فقد بحق توازنه فهو يتخبّط في التناقضات، إن القيم لا تؤخذ متفاصلة كل واحدة منها على حدة، مطلقة لا يقـدها شيء بل تؤخذ متناغمة منسجمة يحد بعضها بعضاَ وتوائم الواحدة منها الأخرى لتتألف منها منظومة متكاملة نعم لحرية التعبير مثلاَ ما لم تخل باحترام المعتقدات والمقدسات سواء في البلد الواحد أو في الأسرة البشرية بأجمعها فماكرون هذا لم يحترم معتقدات ملايين المسلمين من شعبه وفي بلده بدعوى احترامه فقط لحرية التعبير فهل يستحق أن يبقى رئيسأَ فضلاً عن أنه لم يحترم معتقدات آلاف الأضعاف منهم ومن محبيهم وعقلاء العالم واحترامها قيد عقلائي وقيمي لحرية التعبير فهل يستحق أن يُعتبر عاقلاً؟
السؤال الرابع: أليس هذا السلوك المقرف لماكرون علامة على هزيمة الغرب امام الخطاب الإسلامي العالمي؟
ج٤ - الغرب الاستعماري ثم المتصهين اليوم ولا نعمم إلى الغرب كله ونرد على كبلنغ قولته ( الغرب غرب والشرق شرق ولن يلتقيا ) بالقول ( لا بد للشرق والغرب والشمال والجنوب أن تلتقي تحت رحابة الإنسانية والقيم ) والإسلام كما في القرآن وعند الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقدم منهجاً متكاملٱَ لهذا اللقاء عنوانه قول الله تعالى " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبإً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم .

فهو يطرح قيمة التعارف بين الشعوب والثقافات والحضارات وأتباع الشرائع وأن يتنافسوا في التقوى أي الحفاظ على النفوس وٱلأموال والأعراض والحرمات وثروات البلدان بعيدأَ عن النهب الاستعماري والتغطرس الاستكباري والإبادة العنصرية والتمييز اللوني والعرقي التي طالما رفع الغرب لواءها ومارسها ولايزال يمارسها مدعياً زوراً وكذباَ أنه يدافع عن حرية الإنسان وحقوق ا…
السؤال الخامس: هل يمكن أن تكون هذه الإهانة سلسلة من الإجراءات المنظمة ، ربما من قبل الصهيونية العالمية ، لضرب موقع الإسلام المتنامي في العالم؟
ج ٥ - أن الغرب الذي يجابهنا ونجابهه بلونيه المقيتين الكالحين من استعمار قديم واستعمار جديد هو غرب متصهين واقعاً وكل مفاصل السياسة والاقتصاد والإعلام فيه هي بأيدي الصهاينة ومن هم أشد صهيونية منهم .
وعداء هؤلاء مع الإسلام تاريخي متجدد وما الكيان الإسرائيلي المصطنع إلا أداته ومخلبه الذي فتك على امتداد قرن من الزمان بالإسلام والمسلمين وبأهل فلسطين .
نعم إن الصهيونية في موقع التخطيط والقرار في هذه الحرب الشعواء بأساليبها القذرة وستكشف الأيام عن مؤامرت تلو مؤامرات نُفـذت وقيد التنفيذ لضرب الإسلام الحقيقي المتنامي ولو بابتداع إسلامات بألوان تتراوح بين الاستخذاء والعمالة وتبني أنظمة وحكام مطبعين خاضعين خانعين وتنظيمات إرهابية دموية ليس لها من الإسلام إلأ الاسم واغتيال علماء وقادة وتشظية بلدان وتدمير أوطان وإثارة صراعات اثنية وطائفية وقومية .
السؤال السادس: ما رأيك في سبب تجرؤ الغربيين ، وخاصة رئيس دولة ، على فعل شيء كهذا؟
ج٦ - إن سبب تجرؤ الغربيين ولاسيما رئيس دولة كماكرون على أعظم حرمات الإسلام والمسلمين هو يقينه بأن فعلته لن تستثير حفيظة حكام المسلمين إلا أفراداً قليلين وعلى نحو شكلي غير جاد فلن تغلق سفارة ولن تقطع علاقة ولن يتجاوز الأمر السماح بالتنفيس عن غضب الشارع بحدود ضيقة ولأيام عدة .

وسينسى هؤلاء الأذلاء من أساء وما أساء، وسيعودون إلى سابق عهدهم مع الأعداء ويتغافلون عن حرمة سيد الأنبياء والشريعة الغراء .

السؤال السابع: ما هو واجب المسلمين في العالم والمؤسسات والمؤسس؟
هذا الغرب البراجماتي لايفهم إلا لغة مصالحه ومهما تقاعس الحكام وتخاذلوا وتآمروا فلنضربه في عمق مصالحه ضربات موجعة بمقاطعة بضائعه وقطع العلاقات الاقتصادية مع شركاته ومؤسساته ولو من قبل الجهات الأهلية والشعبية .
وليبلور محور المقاومة وليطور صراعه مع هذا الغرب لإخراجه عسكرياَ من منطقتنا وكل حلفائه وأذنابه بالمقاومة وإخراجه اقتصادياً بالتحالف مع القوى الأخرى الناهضة اقتصاديأَ في العالم وإخراجه ثقافيأَ بكشف أكاذيبه ونفاقه وادعاءاته بالانفتاح على أحرار الفكر في العالم وبشد أواصر الوحدة في الأوطان والأمة و تكوين جبهة عالمية ضده . والتركيز على الهدف المحوري في هذا الزمان وهو تحرير فلسطين من البحر إلى النهر في منازلة تاريخية تكفل الله للأمة ومقاوميها الصادقين بالنصر والفتح المبين وكان حقاً علينا نصر المؤمنين " صدق الله العلي العظيم والحمد لله رب العالمين.



 

قرأت لك

كتاب: الوحي والنبوة المؤلف: مرتضى مطهري (مفكر إسلامي)

متابعة القراءة