title
ظاهرة التكفير الإرهابي
مقدمة:
لم يكن أيسر من الدخول في الإسلام لكل من كان على الكفر وهداه الله، فحسب المرء أن ينطق بالشهادتين (شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله)، حتى يغدو بمجرد النطق بهما مسلماً له ما للمسلمين وعليه ما على المسلمين.
وهذا هو الإسلام الظاهري وعليه جرت الذبائح والمناكح والمواريث، ولم يسمح لأحد أن يطالب ذلك المسلم بأكثر من ذلك، أو أن يدّعي أنه أسلم لسان ذلك المرء ولم يسلم قلبه (هلا شققت عن قلبه)، وقد تبرأ الرسول ممن ذهب إلى أبعد من ذلك، ومنع التفتيش عن عقيدة المسلم }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا{ (النساء 94)،وأما إخراج الإنسان من الإسلام والحكم بتكفيره بعد إذ أسلم، فدونه خرط القتاد كما يقال، ولم يكل الله عز وجل إلى أحد هذه السلطة ولم يخوّلها مخلوقاً قطّ إلا أن يقرّ المرء بلسانه ويعلن ارتداده وانسلاخه عن الإسلام وانتقاله إلى الكفر.
نبذة من تاريخ التكفير:
قَبِل الرسول إسلام كل من أسلم بمجرد نطقه بالشهادتين، ورفض الحكم على أحد منهم بالكفر، ورفض من أي أحد ادعاء كفر من أسلم ومعاملته على هذا الأساس، ولم يكفّر الرسول أحداً من المسلمين وهو الأسوة ولم يحكم على أحد بالكفر، مما يؤكد أنّ التكفير بدعة لا أصل لها في الإسلام، وأنها خروج عن سنة الرسول وسيرته ونقيض ليسر الإسلام وسماحته.
وبدءاً من مرحلة ما بعد وفاة الرسول (ص) وما قبلها بقليل لم يحكم بكفر من أسلم أي بتكفيره، إلّا من ارتدّ وأعلن ارتداده مدعياً النبوة غالباً كمسيلمة الكذاب والأسود العنسي وسجاح التميمية وسواهم، وقيل لكل من تبع هؤلاء في دعواهم وصرّح بالارتداد إنه مرتدّ أي راجع من الإسلام إلى الكفر، ولكننا لم نجد مسلماً قيل له: أنت كافر أي حكم بكفره.
وقد قام جدل كبير حول مالك بن نويرة وقومه ولم يصرح أحد بتكفيرهم حتى الخليفة الأول لكنه اختار قتالهم لتفريقهم بين الإسلام وأداء الزكاة إلى الحكومة المركزية وبحسب تعبيره (والله لو منعوني عقال بعير لقاتلتهم) واعتبر الهدف من القتال إجبارهم على أداء الزكاة لا أكثر.
وأما الذين خرجوا على الإمام علي ع زمن خلافته من الناكثين والقاسطين فحسبنا ما قاله علي ع:((هم إخواننا بغوا علينا))، فقتالهم لم يكن إلا رداً على بدئهم بالقتال وما انتهوا إليه من قتل لم يترافق لحظة مع حكم بتكفيرهم.
وحتى الخوارج الذين خرجوا على المسلمين ببدعة التكفير وكفّروا من كفّروا ولا سيما الإمام علي ع، لم يكفّرهم علي ع بل نهى عن قتالهم بعده، وقال فيهم قولة لا أعظم منها إنصافاً ((لا تقاتلوا الخوارج بعدي، فإنه ليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه)).
وفيما قاله علي ع وما فعله دليلٌ على أنّ ما قاله رسول الله ص مثل ((من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما)) أو أنه ((من كفّر مسلماً فقد كفر)) تقبيح للقول وليس حكماً بتكفير المكفّر، لأننا نقع آنذاك في التكفير المتبادل أو التكفير المتسلسل إن صحّ التعبير، وهو ما لا يتوقع أن يقصد إليه الرسول الأكرم ص، علماً أن للكفر معاني منها ما يقابل الشكر، أي كفر النعمة والخروج عن السلوك الإيماني وسواها مما يمكن أن يهدف إليه معنى ذين القولين.
وكان للصراعات التي نجمت في العصرين الأموي والعباسي دور في تبادل الاتهامات القولية وإثارة المنازعات الفعلية والاضطهادات، لكنها لم تصل إلى مستوى من الجدية في نسبة أي فريق الفريق الخصم إلى الكفر أي الحكم بتكفيره، على الرغم من قسوة الفتاوى المضادة، وإذا أردنا التخصيص فهل يقول أحد بأن ما كان من الصراعات حتى الدموية منها بين بعض أتباع المذاهب الأربعة في وقتها ينطوي على حكم من أحد الطرفين على الطرف الآخر بالكفر أي تكفيره.
ولا شك في أنّ مرحلة طويت من تاريخ المسلمين بكل ما فيها من قتامة زمن الدول المتتابعة وصراعاتها، شُهرت فيها سيوف اضطهاد الآخر وكان للشيعة النصيب الأكبر من ذلك، وكان ثمة تهجم من بعض الفقهاء على عقائدهم وتشويه صورتهم الدينية الإسلامية النقية، لكنها لم تتبنّ عقيدة التكفير بصراحة ووضوح.
لكن نِحلةً واحدةً جاءت في الزمن الأخير هي الوهابية تحمّلت وزر تكفير المسلمين جميعاً ونسبتهم إلى الشرك الاعتقادي والعملي، وشفعت ذلك بأسوأ منه، استباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم، وآية ذلك ما فعلته بقوافل الحجاج المصريين القادمين إلى الديار المقدسة حتى ضجّ من جرائمها أولئك واستصرخوا محمد علي الكبير فجرّد حملة بقيادة ابنه قاتلتهم وأجلتهم حتى الدرعية معقل السعوديين الوهابيين ودمرته وقضت على أكثرهم، لكنّ بقية نجت من الموت منهم أعادت سيرتهم الأولى، وكان ما كان من غزوهم كربلاء وقتلهم عشرات الآلاف من الشيعة وتدميرهم مقام الإمام الحسين ع وترك الخيول تدوس معالمه تجديداً لما كان في كربلاء.
ويلتقي بهذه النِحلة ويتأثر بها بعض تيارات متطرفة أرادت إعادة الخلافة الإسلامية والحكم الإسلامي انطلاقاً من تكفير المجتمع، والحكم بجاهليته.
ثم لم تلبث أن انطلقت من رحم الوهابية الخبيث دعوات أكثر تطرفاً منها ويصدق فيها قول الشاعر الشيخ أحمد الزين:
إنّ العصا من هذه العُصيَّة هــــــــل تلد الحيّةُ إلا حيّه
وهي تذهب بعيداً في تكفير كل من يخالفها حتى في التنظيم، ومن نماذجها القاعدة والطالبان وداعش والنصرة وما يشاكلها من أسماء تلتقي على تكفير الآخر وإهدار دمه، وتقديم أولوية استئصال المخالف من أتباع الشرائع الأرضية والسماوية والمذاهب الأخرى الفقهية كالشيعة والكلامية كالصوفية من بلاد الإسلام، لتطهيرها وإعدادها لتكون المنطلق إلى الصراع مع الغرب الكافر الواجب قتاله واجتثاثه رجالاً ونساءً وأطفالاً. وربما يبقى وقت أو لا يبقى وقت في أخر المطاف لقتال الصهاينة في فلسطين.
سقوط التكفير إسلامياً
رأينا أن الإسلام يكتفي من المرء بأن ينطق بالشهادتين لينتقل من الكفر إلى الإسلام ويحكم بإسلامه وتجري عليه أحكام المسلمين، ويسلم الناس من لسانه ويده ويكون حراماً على المسلمين دمه وماله وعرضه.
وفهمنا أن مسلماً لا يحكم بتكفيره وإخراجه من حكم الإسلام ورحمته وسماحته ورحابته، وليس لأحد أن يدّعي أنّ له أن يحكم بذلك، ما لم يعلن ذلك المسلم الكفر والارتداد صراحة وبملء الفم.
ولم يسمح الإسلام للمسلمين بعد إذ أكرمهم الله بالإسلام أن يفترقوا و يتنازعوا ويتخاصموا، وذلك هو مؤدّى آيات الامتنان والدعوة إلى الاعتصام والنهي عن التنازع والتحذير من الخصام: }وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ { ( آل عمران 103).
وقوله تعالى: }وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ{ (الأنفال 46).
بل هو مفاد تنويه القرآن الكريم أن الأمة لا تكون أمة الإسلام والمسلمين ما لم تكن واحدة موحدة، كما في قوله تعالى }وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ{ (المؤمنون 52)، وقوله تعالى }إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ{ (الأنبياء 92).
وهدف وصية الرسول الأكرم ص ((لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض))، ولنلاحظ مدى تنفير الرسول المسلمين وتحذيرهم مما هو بمثابة الكفر العملي، ولا يكون ذلك مع نظر كل فريق إلى الآخر على أنه مسلم، بل ينطوي غالباً على تكفيره تمهيداً لقتله وقتاله.
وبناء على روح الإسلام ونظامه العام ومقاصده من حفظ دم المسلم وعرضه وماله ودينه وكرامته وحرمته، وعلى أصالة الاحتياط في الدماء والأموال و الأعراض والفروج، لا موقع للتكفير من الإسلام، ولا يجوز الحكم به إلا من حاكم شرعي مجتهد عادل وفي أضيق نطاق وبضوابط مثل التثبت من الكفر والعلم بالمكفِّر والعمد والقصد والاختيار وانتفاء الشبهة.
وقد احتاط حتى (ابن تيمية) _على الرغم من رميه الشيعة بتهم تكفيرية_ في تكفير المعيّن.
وقد نُدبَ المسلمون في المقابل إلى أفق الأخوة الإيمانية ودعوا في حال النزاع إلى الإصلاح لا صب الزيت على النار كما يقولون }إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ{ (الحجرات 10)
واعتبر القتال بين الطائفتين من المسلمين بغض النظر عن مدى اعتداء إحدى الطائفتين ومنطلقاتها ومواقفها وظلمها بغياً لا كفراً وهو ما تعلمناه من فقه الإمام علي ع باب مدينة علم رسول الله ص الذي لم تتوضح لولاه أحكام البغاة انطلاقاً من قوله تعالى }وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ{ (الحجرات 9)
فهو عليه السلام لم يحكم بتكفير الفئة الباغية، بل قال عن كل من قاتلوه ((إخواننا بغوا علينا)) كما مرّ سابقاً، فلا كفر بعد الإسلام إلا أن يصرح مسلم _ لا سمح الله_ بأنه اختار وقّرر أن يكفر ويعلن كفره جهاراً، وبالتالي لا تكفير بل كل تكفير قام بين أتباع المذاهب الإسلامية بل في داخل المذهب الواحد بين أتباعه، ما لم يتحقق فيه ما قلناه من إعلان الكفر والتصريح به من قبل أحد المسلمين أو إحدى فئاتهم تكفير لا أساس له من الإسلام وهو ساقط بحكم الإسلام.
ويتضح مما سبق أن التكفير لا يقابل بتكفير ولا يحكم على المكفِّر إلا بأنه يتحمل وزر تكفيره وسيحاسب عليه من لدن الله عز وجلّ، فلم يكفر علي ع الخوارج حين حكموا بكفره وكفّروه بل حاورهم وناظرهم وأرسل إليهم ابن عمه حبر الأمة عبد الله بن عباس، وحذّرهم من أمر واحد أن يقرنوا التكفير بقتل أحد من المسلمين لئلا يضطروه إلى قتالهم.
ورأينا كيف أنه كان لن يشهر عليهم سيفاً لو لم يبدؤوا بقتل المسلمين، ومن ثم كيف أراد استيعاب ظاهرتهم في أضيق نطاق من الأذى بعده في قولته العظيمة ((لا تقاتلوا الخوارج بعدي)).
ويتضح كذلك أن الإسلام يحرص على أن يحتوي هذه الظواهر الشاذة وأن يضيّق من تأثيرها حماية للمجتمع المسلم منها، ونأياً به عن الفتنة الساحقة الماحقة والممزّقة التي تثيرها.
أبعاد التكفير الإرهابي
لم تقتصر ظاهرة التكفير في عصرنا الحاضر على البعد التاريخي والشذوذ العقدي والجانب العملي، لكنها اصطبغت ببعد سياسي خطير يتمثل في أربعة محاور:
علاقتها بالاستعمار: فلا يمكن إغفال دور بريطانيا الثعلب العجوز في صناعة الوهابية والقاديانية والبهائية، وإن كانت أولى هذه النِحل المبتدعة أخطرها وأمكرها،لأنها لا تخرج عن أصول الإسلام لكنها ترمي المسلمين جميعاً بالشرك وتستبيح قتلهم، لأنهم بحسب ادعائها قبوريون وعبدة أضرحة ومشركون بالتوسل والشفاعة وأصحاب بدع صوفية ورافضة وأعداء للصحابة والخلفاء إلخ.
ولم تكتف بريطانيا بصنع هذه النِحلة، بل شفعت ذلك برعاية الزواج المنكر بين الوهابية والأسرة السعودية ورعاية تلك الأسرة وتبنيها ولا سيما بعد تدفق النفط، واحتضان عبد العزيز آل سعود ليكون رجلها في جزيرة العرب بتوجيه من (فيلبي) وبسط مملكته فيها (مملكة الرمال)، ويكرّس هيمنة أسرته عليها على حساب الشريف حسين و(لورنس)، وليوقّع لها عبد العزيز هذا وثيقته بقبول إنشاء ما يسمّى(دولة إسرائيل) في فلسطين، ولينحاز انحيازاً مطلقاً فيما بعد إلى خدمة الغرب الاستعماري عموماً والهيمنة الأمريكية والعلاقة بالصهيونية خصوصاً.
علاقتها بدول داعمة: كما في تبني أمريكا وجهات استخبارية فيها وكذلك بريطانيا جمعيات متطرفة في داخل المجتمع المصري، وحركة الطالبان (برعاية استخبارية مباشرة من الباكستان) وتنظيم القاعدة وجهات الدعم المختلفة لها، وما يسمى بداعش ودور الغزو الأمريكي للعراق في إعداد بعض قادتها من بقايا النظام الصّدامي في سجونه، وتبنّي أمريكا (وتركيا وقطر) تنظيم الإخوان المسلمين العالمي وتعويمه في مصر وتونس، ودعم السعودية جبهة النصرة وسواها من التنظيمات الإرهابية.
تنافسها في إعادة ما يسمى دولة الخلافة الإسلامية: ما يتجلى في برامج حركات إسلامية قديمة كحزب التحرير الإسلامي وحزب الإخوان المسلمين والسلفية وفكر القاعدة وما تفرّع عليه وشذّ عنه ولاسيما (داعش) وفق مفهوم يختلف سعةً وضيقاً وسطحية من قبل تلك التنظيمات، لكنها جميعاً تلتقي في جعل القتل والقتال خصوصاً والعنف عموماً وسيلة لتحقيق ذلك، مع غياب منهج واضح لتلك الدولة المنشودة يتواءم وعظمة الإسلام وإنسانيته وشموله واستيعابه معطيات الزمان.
عداؤها المطلق وخصومتها الدموية لمحور المقاومة والممانعة واعتبار عدوها الأول الذي ينبغي استئصاله وتدميره وتمزيق عراه بكل عناصره، لاسيما صلة الوصل فيه ألا هي سورية التي يراد تفتيتها واحتلالها، واتخاذها مركزاً للانطلاق إلى مختلف البلدان العربية والإسلامية كما ليبيا في إفريقية، فضلاً عن عداوة استثنائية للجمهورية الإسلامية الإيرانية لموقعها ودورها في ذلك المحور، ولأنها تقدم النموذج الإسلامي الحضاري المنفتح المقابل لنموذج دولة الخلافة الإسلامية المطلوب بناؤها، وعداوة حزب الله الذي حقق انتصارات تاريخية على العدو الصهيوني وقدّم إسلاماً ثورياً متناغماً مع حركات التحرير الوطنية والقومية، ولأن هذا المحور يوجّه البوصلة إلى قضية مركزية يعطيها الأولوية على مختلف القضايا هي قضية فلسطين.
دعوتها بالتالي إلى الصراع مع مختلف حركات التحرير الوطني: وحركات الوحدة القائمة على أساس قومي، باعتبارها نقيضاً ينبغي إلغاؤه وإقصاؤه بدلاً من التعاون معه والانفتاح عليه بجامع الصراع مع العدو الاستعماري والصهيوني، ودعوتها من ثم إلى تدمير الأوطان وتمزيق حدودها وتخريب بناها التحتية على مواردها وأراضيها.
اتخاذ التشدد الإيديولوجي والديني والتطرف المذهبي قناعاً يسمح ببراغماتية(ذرائعية) وميكيافيللية تتعامل مع القوى الاستعمارية والاستكبارية لتحقيق مصالح، وبقاسم مشترك هو العداء للأوطان والأمم و الأديان والمذاهب والحركات القومية والوطنية والإسلامية المنفتحة، وتقديم خدمات بهذا الصدد وعقد صفقات، والتعاون في بعض المجالات، وتوظيف الطاقات لأجهزة الاستخبارات، وبيع ما ينهب من الثروات دون إهمال القيام بهجمات أحياناً على تلك الجهات لاجتذاب التعاطف وتأكيد التمايز، وأوضح الأدلة على ذلك ما ظهر في المسألة السورية من تنسيق بين العدو الإسرائيلي وما يسمى جبهة النصرة فرع القاعدة والغزل المتبادل بينهما.
- البعد الاقتصادي لظاهرة التكفير الإرهابي:
- دور الدول الداعمة: سبق التنويه بدول داعمة لظاهرة التكفير الإرهابي على قاعدة التوظيف أو المصالح المتبادلة، سواء منها الدول الكبرى أو الدول الإقليمية كالسعودية وتركية وقطر والإمارات وباكستان، وهذه جميعاً تزود التكفيريين الإرهابيين وتتوزع دعمهم بالمال والسلاح وتسهيل المرور لهم من حدودها وخدمات أخرى.
- دور الجهات الداعمة: لم يقتصر الدعم المالي على دول، بل قامت جمعيات في دول عديدة بتقديم الإعانات السخيّة وتبني المنهج التكفيري الإرهابي والتسويق له والإشادة به.
- التمويل الذاتي: وقد أتيح لبعض هذه التنظيمات فرص التمويل الذاتي، من خلال استيلائها على بعض الأراضي واستزراعها واستخراج النفط منها والاستيلاء على الأموال العامة والمصارف وتفكيك المعامل وبيع الرقيق والأعضاء البشرية.
- لعبة السوق: تستطيع بعض تلك المنظمات أن تدخل لعبة السوق، وتقوم بفتح أبواب صلات تجارية مع شركات ومؤسسات في بلدان شتى، وبيع الثروات الوطنية لجهات أجنبية وإقليمية.
- لعبة الثروات المستقبلية: تراهن تلك التنظيمات من خلال علاقاتها مع دول إقليمية وأجنبية وبالاشتراك معها وبغطاء اقتصادي وتمويلي، أن تقتسم الثروات المستقبلية من
النفط والغاز معها على نحو ما.
- البعد الثقافي لظاهرة التكفير الإرهابي:
- الفهم الديني السطحي: تقوم ظاهرة التكفير الإرهابي على فهم أقرب إلى اللا فهم، قوامه الجهل والشك والتسرع والاتهام والانغلاق والتعصب والتشدد مما يشهد بخلل معرفي وقيمي وسلوكي.
- التبعيضية للقرآن الكريم: طالما حذّر القرآن الكريم من أخذ بعض القرآن وترك بعضه الآخر }ثُمَّ أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ{ (البقرة 85)، ومن ضرب القرآن بعضه ببعض }كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ*الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ{ ( الحجر 90-91)، وقراءة القرآن وكأنه ليس فيه إلا فريضة الجهاد وعلى حساب شروطه وظروفه ومختلف الضوابط القرآنية على صعيد العقيدة والخلق والسلوك.
- رفض الآخر حتى التنظيمي فضلاً عن الآخر المذهبي والديني، وإسقاط البعد الإنساني للدين وكأن الإسلام إنما جاء لهذه الفئة التنظيمية فحسب.
- البعد الاجتماعي لظاهرة التكفير الإرهابي:
هذه الثقافة بتطرفها وسطحيتها وتبعيضها القرآن، تجد سوقاً رائجة عند شباب، يعانون من تهميش أو فقدان فرص إثبات الذات، أو يميلون إلى التمرد على الأوضاع السائدة بكل ما فيها من جوانب خلل وضعف وفساد، ولكنهم يسلكون طريقاً تعمّق الخلل وترسخ الضعف وتراكم الفساد.
والمثير للعجب أن هذه الثقافة بمقدار رواجها لدى فئات شبابية في بلدان عربية متخلفة، لها رواجها كذلك وقبولها عند فئات شبابية في بلدان غربية متطورة، وهي قادرة على اجتذاب الفتيات فضلاً عن قدرتها على اجتذاب الفتيان.
- تركيز هذه الظاهرة على الأطفال، واجتذابهم وتربيتهم منذ نعومة أظفارهم على القتل والذبح والتنكيل بالناس عموماً والمسلمين خصوصاً.
- إدخال الجنس في اجتذاب الشباب والفتيات ولاسيما بدعة (جهاد النكاح)، ونلاحظ في العنوان التوءمة بين فريضة الجهاد ومؤسسة الزواج بما لا ينسجم مع قدسية الجهاد في الإسلام وإعفاف الزواج للزوج والزوجة والحرمة التي ينبغي أن تُصان للزواج.
- البعد الإعلامي لظاهرة التكفير الإرهابي:
- استخدام آخر مبتكرات الفن الإعلامي إضاءةً وتصويراً وتفنناً في إخراج أفلام فيديو لبث الرعب والهلع في نفوس أعداء التنظيمات الإرهابية، والتفنن في القتل تحت الماء والذبح والإحراق ومضغ القلوب والأكباد، والاستعانة بخبرات متخصصين وفنانين بارعين في سياق تلك التنظيمات.
- الانفتاح الكبير على وسائل التواصل الالكتروني لجذب الشباب والشابات إلى صفوف تلك التنظيمات وتجنيدهم للذهاب إلى جبهات الصراع واستثمارهم للقيام بأدوار في بلدانهم، ولاسيما الغربية منها.
- ترويج بعض القنوات الإعلامية لإنجازات التكفيريين في مقابل بعض الأنظمة، وتتحمل الوزر الأكبر لهذا الترويج الإمبراطوريات الإعلامية الكبرى كالجزيرة والعربية، فضلاً عن دعم قنوات دينية لهم بطريق غير مباشر من خلال التلاقي معهم في تكفير أعدائهم.
مخاطر ظاهرة الإرهاب التكفيري
لم يواجه الإسلام عدواً شرساً من داخله يفوق خطر النفاق كهذه الظاهرة، ذلك أن النفاق مرفوض ممجوج لا يتقبله الجسم الإسلامي ويلفظه، ولذا يضطر إلى الاختفاء والاختباء وراء ستار التظاهر بالإيمان.
لكن هذا العدوّ أي الإرهاب التكفيري يأكل الإسلام من الداخل، ويفرغه من كل إيجابياته ويرسم صورة بشعة له، ويرسّخ الصورة النمطية التي يقدمها أعداء الإسلام له، وينفّر عقلاء العالم منه ويصّدهم عن الإقبال عليه، بعد إذ أفقده جاذبيته المتفردة التي كانت تستقطب له أكبر نسبة بين الشرائع من المقبلين عليها، المتقبلين لها المنشدّين إليها وفي الغرب خصوصاً.
فضلاً عن أنّ هذه الصورة النمطية تسيء إلى الإسلام لدى أتباعه وتضعف ثقتهم به، وتدعو إلى استقالتهم من الدعوة إلى الإسلام وإقامة النظام الإسلامي، وترجيحهم العلمانية وتقوية دعوتها ودعواها، واعتبارها أسلم وأسلس وألطف وأرحب، مما ينتهي بالنتيجة إلى إسقاط البعد السياسي للإسلام، لما يمثله من خطورة تسلق المتطرفين من خلاله وتسلمهم ناصية الحكم وتحكمهم في رقاب العباد ومصائرهم.
افتتح الله قرآنه الكريم ببسم الله الرحمن الرحيم ولم يقل بسم الله المنتقم الجبّار، وقال عن نفسه }وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ ۖ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ۚ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ{ (الأعراف 156)، وقدّم رسوله الأكرم عليه وآله أفضل الصلاة والتسليم بقوله }وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) ( الأنبياء 107)، ويصرّ الإرهابيون التكفيريون على تقديم إسلام لا رحمة فيه وكأن لهم ربّاً وسعت نقمته كل شيء، وكأنهم يأتسون برسول لهم هو رسول الملحمة، وهم لا يوفّرون أحداً من خلق الله من وحشيتهم وفتكهم، ولا يعفون امرأةً ولا طفلاً من تفجيرهم، وهاهنا تقوم أزمة أخلاقية إذ يقدم الدين عدواً للأخلاق وتعتبر الفضيلة الوحيدة في قاموس هؤلاء أن تذبح وتذبح و تذبح، وهذا يعني في الحقيقة إيقاظ الوحش الكامن في داخل الإنسان ليفتك بالخلق، وعندما يتحول الإنسان وحشاً فهو أشرس وأفتك وأسوأ من وحوش الغابة التي تتصرف بمقتضى غريزتها ولا تأكل إلا أن تجوع وبمقدار جوعها ولا تنقضّ على الحيوانات الأخرى لتقضي عليها بلا هوادة.
استطاع الإنسان على مرّ تاريخه أن يحقّق نقلات حضارية، وأن يطوّر مساقاً حضارياً له ثوابته وإنجازاته ومراكماته، وهذا الرصيد الحضاري مما لا يجوز التفريط به والانتقاص منه والانقضاض عليه.
لكن هذه التنظيمات تعود بالإنسانية القهقرى، وتستحضر من جديد ممارسات المغول وبرابرة أوروبا وجرائم المستعمرين الفرنسيين في الجزائر والصهيونية في فلسطين والأمريكيين في فيتنام واليابانيين في الصين والنازيين في أوروبا، وهو ما كان ينبغي أن يُطوى من سفر البشرية لأنه مظهر تخلف لا تحضّر ووحشية لا إنسانية وارتكاس لا ارتقاء.
أسلوب المواجهة
لا يمكن مجابهة هذه الهجمة التكفيرية الإرهابية التي احتشد لها الإرهابيون التكفيريون على اختلاف تنظيماتهم، وهي ذات أبعاد مختلفة كما تبين مما سبق بالقوة العسكرية مهما عظمت، فالمواجهة لا تكون إلا عسكرية فكرية ثقافية اقتصادية اجتماعية إعلامية.
ينبغي أن تتوافر لهذه المواجهة طاقات العالم كلّه ولاسيما القوى الفاعلة والدول القادرة، مع تجاوز مرحلة التناقضات وازدواج المعايير وتجاذب المصالح التي أفادت منها القوى التكفيرية الإرهابية، وراحت تستعين بدول على دول وقوى على قوى وجهات ومحاور على محاور، لأن الخطر يشمل الجميع ولا يعفى منه أحد، ولا يظننّ أحد كما ظهر بجلاء في الأسابيع الأخيرة من العالم الحالي أن طابخ السم لن ينجو من تذوقه وأن مربّي (فرانكشتاين) لن يكون بدوره إلا من ضحاياه شاء أم أبى.
- مواجهة مستندة إلى إرادة الشعوب:
لقد ثبت أنّ إرادة الشعوب لا تقهر، وأنه لا يمكن التعويل على الدول الاستعمارية الاستكبارية وإن لم يمكن استثناؤها من أي مواجهة عالمية للإرهاب التكفيري، ذلك أن هذه الدول باستعماريتها واستكباريتها أصل الإرهاب في العالم، وهي الحليف الاستراتيجي للإرهاب الصهيوني ودولته المصطنعة أي الكيان المغتصب الإسرائيلي، وهي بنفاقها وعدائها محور المقاومة و الممانعة في المنطقة توظّف الإرهاب لضرب سورية، وتدّعي ضرب الإرهاب، وتنسّق مع دول إقليمية مساندة له، وتكتفي من ضرباتها له في سورية والعراق برسم حدود الخارطة التي تستحسنها له تحقيقاً لمصالحها على حساب دماء الناس وأموالهم وأعراضهم والأوطان وبناها التحتية وشعوبها، لذا كان من الحكمة والفطنة الاستناد إلى إرادة الشعوب وتفعيل قواها الحيّة في مواجهة الإرهاب التكفيري، كما في الحشد الشعبي ودوره في العراق والدفاع الوطني ودوره في سورية واللجان الشعبية ودورها في اليمن.
- مواجهة تقوم على الدراسة الدقيقة للظاهرة التكفيرية الإرهابية في مراكز دراسات أكاديمية:
لابدّ من توفير ذلك من خلال كراسّي جامعية متخصصة، تستكشف بعمق وموضوعية وجرأة علمية أبعاد الظاهرة وعواملها المتعددة المتصارعة، والأسلوب الأنجع لعلاجها والقضاء عليها، على أن تقدم هذه الدراسات للجهات الفاعلة لئلا يبقى التصدي لمقاومة هذه الظاهرة قائماً على اجتهادات آنية وردود أفعال واضطراب في الفهم والرؤية وعدم استشراف الأفق المستقبلي.
خاتمة
سيبقى الإسلام أعظم من أن تنال منه هذه الظاهرة، وسيبقى خطه المحمدي الخالص قادراً على أن يستقطب جهود المسلمين المخلصين، وأن يردّ على هذا التحدي بجعله فرصة لتوحيد قوى المسلمين وشعوبهم وإرادتهم ورؤيتهم وعزيمتهم، ودعم خط المقاومة والممانعة الرافض للتحول عن توجيه البوصلة إلى العدو الأصلي الكيان الصهيوني وداعميه والمتآمرين معه والمتخاذلين في مواجهته.
وستبقى الثقة بنصر الله ما دمنا ننصره }الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا ۗ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ{ ( الحج 40)، وبوعد الله الآتي لا محالة }وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ{ ( النور 55)، حافزاً ومحركاً لمزيد من الإعداد في هذه المنازلة التاريخية الفاصلة مع الإرهاب التكفيري و الإرهاب الاستكباري الصهيوني }وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ{ (الأنفال 60).
ونحن على موعد مع النصر القريب بعد أن ادلهمّ الليل وأُظلمت الدروب وبلغت القلوب الحناجر ومسّتنا البأساء والضراء }أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ{ (آل عمران 142).